ما سـلـكـكُـمْ في سـقـر، قـالـُوا لـمْ نـــكُ مـن الْـمُـصـلـيـن
جزاك الله خيرا
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى:
كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38) إِلاَّ أَصْحَابَ الْيَمِينِ (39) فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ (40) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (41) مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (47) فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (48). "سورة المدثر".
إن أصحاب اليقين وهم من أهل الجنة هم الذين يؤتون كتابهم بأيمانهم يوم الحساب و هم أصحاب العقائد الحقة و الأعمال الصالحة من متوسطي المؤمنين يتساءلون عن المجرمين (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ؟)والمقصود من السؤال زيادة التوبيخ والتخجيل ، والمعنى : ما حبسكم في هذه الدركة من النار ؟ فأجابوا بأن هذا العذاب لأمور أربعة :
أولها : ( قالوا لم نك من المصلين ) .
وثانيها : ( ولم نك نطعم المسكين ) وهذان يجب أن يكونا محمولين على الصلاة الواجبة والزكاة الواجبة ؛ لأن ما ليس بواجب لا يجوز أن يعذبوا على تركه .
وثالثها : (وكنا نخوض مع الخائضين) والمراد منه الأباطيل .
ورابعها : ( وكنا نكذب بيوم الدين ) أي بيوم القيامة حتى أتانا اليقين ، أي الموت.
ثم قال تعالى : ( فما تنفعهم شفاعة الشافعين ) أي من كان متصفاً بمثل هذه الصفات فإنه لا تنفعه يوم القيامة شفاعة شافع فيه لأن الشفاعة إنما تنجع إذا كان المحل قابلاً, فأما من وافى الله كافراً يوم القيامة فإنه له النار لا محالة خالداً فيها.
ولكن هل تعلم ما هي سقر؟
يعني تعالى ذكره بقوله : ( سأصليه سقر ) سأورده بابا من أبواب جهنم اسمه سقر ، ولم يُجر (سقر) لأنه اسم من أسماء جهنم ( وما أدراك ما سقر ) يقول تعالى ذكره : وأي شيء أدراك يا محمد ، أي شيء سقر .
ثم بين الله تعالى ذكره ما سقر ، فقال: هي نار ( لا تبقي ) من فيها حيا ( ولا تذر ) من فيها ميتا ، ولكنها تحرقهم كلما جدد خلقهم .
وقال مجاهد : لا تبقي من فيها حيا ولا تذره ميتا ، تحرقهم كلما جددوا .
وقال السدي : لا تبقي لهم لحما ولا تذر لهم عظما لواحة للبشر أي مغيرة (من لاحه إذا غيره) .
وقال أبو رزين : تلفح وجوههم لفحة تدعها أشد سوادا من الليل.
وقيل : إن اللوح شدة العطش ،والمعنى أنها معطشة للبشر أي لأهلها .
وقال قتادة ، قوله : ( لواحة للبشر ) أي حراقة للجلد .
وعن ابن عباس : ( لواحة للبشر ) يقول : تحرق بشرة الإنسان .
أدلة مشروعية الصلاة من القرأن:
الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وقد ثبتت مشروعيتها بالكتاب والسنة والإجماع.
قوله تعالى: {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين } [البقرة:43].
و قال تعالى "واستعينوا بالصبر والصلاة وانها لكبيرة الا على الخاشعين"[ البقرة 45] .
وقال :"يا ايها الذين امنوا استعينوا بالصبر والصلاة ان الله مع الصابرين" البقرة 153 .
وقال "وأمر اهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسئلك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى "طه132 .
وقال تعالى: "حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى " [البقرة: 238].
وقال سبحانه وتعالى:"
إن الإنسانَ خُلِقَ هلُوعًا*إذا مسهُ الشرُ جزوعا*وإذا مسهُ الخيرُ منوعا* إلا الْمُصَلِّينَ *الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ *"سورة المعارج: 19-20-21-22-23.
أدلة مشروعية الصلاة من السنة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{ بني الإسلام على خمس:شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت } [متفق عليه].
عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُول:ُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ
إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصلاةِ ).صحيح مسلم.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة).
الراوي :جابر بن عبد الله الأنصاري المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2620خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح.
فالصلاة مجلبة للرزق وحافظه للصحة دافعه للأذى مقوية للقلب مبيضه للوجه مفرحه للنفس مذهبة للكسل منشطة للجوارح ممددة للقوى شارحه للصدر مغذيه للروح منورة للقلب حافظه للنعمة رافعه للنقمة جالبة للبركة مبعده من الشيطان مقربة من الرحمن و سر ذلك ان الصلاة صلة العبد بالله عز وجل وعلى قدر هذه الصلة تفتح عليه من الخيرات ابوابها وتقطع عنه من الشرور اسبابها وتفيض عليه بالتوفيق والعافية والصحة والغنيمة والغنى والراحة والنعيم والافراح والمسرات كلها محضرة لديه ومسارعه اليه فما ابتلي رجلان بعاهة او داء او محنه او بلية الا كان حظ المصلي منهما اقل وعاقبته اسلم .
اللهم لا تجعل فينا شقياً ولا محروما.