لماذا ذكر الله بعض الحشرات في القرآن ؟
وما هي الحشرات التى ذكرها سبحانه وتعالى في كتابه الكريم؟
وهل هناك تشابه بينها وبين الإنسان؟
ربما ذكرها الله ليلفت نظرنا للإعجاز في خلق هذه الحشرات الصغيرة حتى نتأمل مدى الدقة في خلق
هذه الحشرات والإمكانيات التى اودعها فيه حتى تستطيع ان تعيش وتتناسل
وتحصل على الغذاء اللازم لإستمرار حياتها ، فنزداد ايمانا به سبحانه وتعالى ولا نستهين بها على صغر حجمها .
وهناك حشرات منها لها مجتمع منظم ودقيق مثل النمل والنحل وربما لهذا اشار الله في الآية :
(وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُون).
وقد قام العلماء بتفسير هذه الآية :
قال الإمام القرطبي في كتابه الجامع لأحكام القرءان " إلا أمم أمثالكم "أي هم جماعات مثلكم في أن الله خلقهم
وتكفل بأرزاقهم وعدل عليهم فلا ينبغي أن تظلموهم ولا تجاوزوا فيهم ما أمر تم به.
" وقال الزجاج إلا أمم أمثالكم " قال في الخلق والرزق والموت والبعث والاقتصاص وقال مجاهد أصناف لهن أسماء
تعرف بها كما تعرفون.
"وقال الإمام جلال الدين السيوطي في تفسيره الدر المنثور في التفسير بالمأثور :
"أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في قوله عز وجل "إلا أمم أمثالكم " قال خلق مثلكم ".
وقال في تفسير الجلالين للإمام السيوطي " إلا أمم أمثالكم "ـ في تدبير خلقها ورزقها وأحوالهم"
وقال الإمام الطبري في هذه الآية في تفسيره جامع البيان عن تأويل القرءان "جعلها أجناسا مجنسة وأصنافا مصنفة
تعرف كما تعرفون و تتصرف فيما سخرت له كما تتصرفون ومحفوظ عليها ما عملت من عمل لها وعليها
ومثبت كل ذلك من أعمالها في أم الكتاب ".
وقال الإمام ابن القيم "وقال الخطابي ما أحسن ما تأول سفيان ـ يعني ابن عيينة ـ هذه الآية واستنبط منها هذه الحكمة
وذلك أن الكلام إذا لم يكن حكمه مطاوعا لظاهره وجب المصير إلى باطنه
وقد أخبر الله عن وجود المماثلة بين الإنسان وبين كل طائر ودابة وذلك ممتنع من جهة الخلقة والصورة
وعدم من جهة النطق والمعرفة
فوجب أن يكون منصرفا إلى المماثلة في الطباع والأخلاق.
( وسوف اتناول في موضوع آخر مدى التشابه بين الإنسان وبين المخلوقات الأخرى بإذن الله . )
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الحشرات التى ذكرها سبحانه وتعالى في كتابه الكريم :
البعوضة : سورة البقرة الآية 26
الجراد والقمل : سورة الأعراف 133 ، الجراد : سورة القمر الآية 7
النحل : سورة النحل الآية 68
الذباب : سورة الحج الآية 73
النمل : سورة النمل الآية 18
العنكبوت : سورة العنكبوت الآية 41
دابة الأرض ( الأرضة ) : سورة سبأ الآية 14
الفراش : سورة القارعة الآية 4
ايضا ذكر الله سبحانه وتعالى في القرآن منتجات تنتجها حشرات .. مثل عسل النحل :
" ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا ۚ يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ ۗ
إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" النحل 69
و الحرير والذي تنجه دودة القز : {إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ
يُحَلَّوْنَ فيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ} [الحج : 23]
{جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ} [فاطر : 33]
{وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا} [الإنسان : 12]
{وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ} [الكهف: 31]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]والمن : المن مادة سكرية تفرزها بعض النباتات كالندى المنعقد ، إما طبيعياً ، وإما بتأثير قملة المن :
" وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَـتِ مَا رَزَقْنَـكُمْ "
( الآية 298 سورة البقرة )
ولقد سمى الله سبحانه وتعالى ثلاث سور من القرآن بأسماء حشرات وهي : النحل ، والنمل ، والعنكبوت .
وكما هو معروف لنا فإن بعض هذه الحشرات نافع للإنسان مثل النحل ودودة القز ،
ومنها ما هو ضار لهحيث ينقل له الأمراض مثل الذباب والبعوض ، او يقضى على المحاصيل الزراعية
مثل الجراد وبعض الحشرات الأخرى .
كما ان منها ما سلطه الله على البشر كعقاب للكافرين مثل النمروذ : الذي مات بحشرة دخلت من انفه
ووصلت الى مخه وقضت عليهبعد عذاب شديد فقد كان لا يستريح الا اذا ضربوا رأسه ،
واختلف العلماء في نوع الحشرة فمنهم من قال انها بعوضة ومنهم من ذكر انها ذبابة ،
واشار البعض الى انها نملة .. والثلاث من الحشرات التى ذكر إسمها في القرآن .
وقوم فرعون في قصة موسى :
" فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ"
( الأعراف الآية 133)
وقد لاحظت من خلال قراءة القرآن وبعض الأبحاث العلمية الحديثة ان الآيات التى ذكرت بعض الحشرات
معظمها من آيات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ،
وبمشيئة المولى سوف أقوم بكتابة موضوع عن كل نوع من هذه الحشرات ووجه الإعجاز في كل نوع منها ،
فتابعونا على منتدى مسلمون ونفتخر .