السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
منتدى مسلمون ونفتخر يرحب بكم .. فأهلا وسهلا
وأرجو ان تسعدوا بزيارتكم للمنتدى .. اذا كنت عضو (ة) ادخل
اذا كنت زائر فيسعدنا تسجيلك بمنتدانا وكل عام وانتم بخير
وجزاكم الله خيرا
مسلمون ونفتخر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
منتدى مسلمون ونفتخر يرحب بكم .. فأهلا وسهلا
وأرجو ان تسعدوا بزيارتكم للمنتدى .. اذا كنت عضو (ة) ادخل
اذا كنت زائر فيسعدنا تسجيلك بمنتدانا وكل عام وانتم بخير
وجزاكم الله خيرا
مسلمون ونفتخر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
عدد المساهمات : 1447 نقاط : 7754 النشاط : 18 تاريخ التسجيل : 27/08/2009
موضوع: عالم النمل كله عجائب الإثنين ديسمبر 23, 2013 3:27 pm
نبدأ بالنمل كإحدى الحشرات التى ذكرت في القرآن الكريم ,, و المتأمل لعالم النمل سيجد نفسه امام مخلوق قوي رغم دقة حجمه ومنظم و متعاون من اجل توفير الطعام لافراد مملكة النمل وحمايتها عند اللزوم اذا هاجمتها حشرات اخرى .
اذا نظرنا للنمل من وجهة نظرنا سنجد انه حشرة صغيرة جدا ولكنها في نفس الوقت نشيطة جدا الى جانب روح التعاون بين النمل فهو يسارع الى مساعدة بعضة البعض في حمل اي غذاء يجده ونقله الى مسكنه .. نعم مسكنه فالنمل يعيش في مستعمرات يخططها هو واذا دخلنا الى مملكة النمل سنجد الكثير من المعلومات والتى قد يصيبنا الكثير منها بالدهشة من عالم النمل وما فيه من عجائب فمم تتكون مملكة النمل؟ انواع النمل . النمل يمثل حوالي 20% من الكائنات الحية على كوكب الأرض ويوجد حتى عام 2006 حوالي 11.844 نوع معروف من النمل معظمه يعيش في المناطق الحارة. وظهر النمل منذ حوالي 92 مليون سنة فهو من أقدم الكائنات الحية على وجه الأرض. وجميع هذه الأنواع تعيش في مجتمعات منظمة تتعاون و تبني وتدافع وتتكلم وتحس... ولها دماغ وأعصاب .... فسبحان الله!
تتكون مملكة النمل من اربعة طوائف وهي : الملكات - الذكور - الشغالات - العساكر .
إن الملكة هي الوحيدة القادرة على التزاوج ولها أجنحة وهي أكبر من بقية النملات، وهذه الملكة تتزاوج مع النمل المذكر ذي الأجنحة أيضاً، حيث تنتج الملكة البيض ومن ثم ستفقس هذه البيض لتكون النمل العامل والملكات الجدد. أما الذكور فلا يقومون بأي دور سوى التزاوج حيث يموتون مباشرة بعد تلقيح الملكة.
للذكور خصيتين تنتجان الحيوانات المنوية، التي تستطيع بها تلقيح الملكة، وللذكر عضو يسمى aedeagus يدخله في فتحة خاصة في جسم الملكة ويلقي بالحيوانات المنوية فيه، وللملكة مبايض لإنتاج البيض، وبالتالي فإن هذه البويضات تنتقل في جسم الملكة حتى تصبح قريبة من مكان التلقيح وتنتج البويضات الملقحة، والتي ستصبح فيما بعد صغار النمل ! والعجيب أن البيوض التى لم يتم تلقيحها سوف تتحول إلى ذكور فيما بعد ، فسبحان الله ! ما هذا النظام المعقد والمحكم في نملة لا يتجاوز طولها عدة مليمترات!
تنتج ملكة النمل عدداً ضخماً من البيوض يقدر بالملايين، ومن رحمة الله بهذه البيوض الضعيفة والصغيرة والتي لا نكاد نشعر بوجودها أنه زوَّد النملة بالقدرة على إفراز مواد مطهرة ومعقمة تخرج من قنوات دقيقة ، لتحفظ هذه البيوض سليمة من أي بكتريا أو مكروه قد يصيبها، والسؤال: من الذي زوَّد هذه النملة بهذه المادة ومن الذي سخر لها الطريق عبر شبكة أنابيب دقيقة لتفرزها، ومن الذي هداها وعلمها وأخبرها أن هذه المادة يجب أن تعقم بها بيوضها ؟؟ فسبحان القائل في كتابه وعلى لسان نبيه موسى عليه السلام مخاطباً فرعون عندما سأله من ربُّك يا موسى : ( قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) [طه: 50].
تبدأ النملة في تأسيس المملكة حيث تضع البيوض والتى تخرج منها اليرقات .. تقوم اليرقات بغزل شرانق حول نفسها .. وتتحول الى عذارى .. وفي هذه الأثناء ترتاح الأم وتصبح ملكة ، ويمكن ان تأكل من البيوض التى وضعتها عندما تشعر بالجوع !!! اما بالنسبة للعساكر فهم جند المملكة الذين يحمونها من اعتداء الحشرات الأخرى .. واهم ما يميزهم انهم اكبر حجما من النمل العادى ورؤوسهم ضخمة و فكوكهم قوية جاهزة للعض وتحتوي على حمض الفورميك مما يجعل عضتها مؤلمة . وبالنسبة للشغالات فهى تعمل ليلا ونهارا لخدمة المملكة .. وهي حشرة نظيفة اذا تنظف نفسها اكثر من 20 مرة في اليوم الواحد .. وهي تستطيع ان تتكور حول نفسها حتى تنام ، كما انها تفتح فمها لتتثائب عند استيقاظها من نومها . تقضي الاُنثى العاملة أول أيام حياتها في خدمة الملكة والصغار، ومن ثم تترفع لتحفر أو لتقوم بأعمال المستعمرة الأخرى. وبعدها تترقى لتقوم بالدفاع عن الخلية أو بالبحث عن الطعام. تم تفسير هذه التغييرات بأن النملة أول أيام حياتها تكون ضعيفة فتقوم بدور رعاية الملكة والصغار الذي لا يحتاج الكثير من القوة، وبعدها تصبح أقوى فتقوم بالحفر وبالأعمال الأخرى التي تتطلب القوة، وفي نهاية حياتها تقوم بالدفاع عن العش أو البحث عن الطعام حيث يحتمل وفاتها أثناء ذلك ولا مانع من خسارة نملة على وشك الموت الطبيعي.
خلافاً للإعتقاد السائد بأن لكل مستعمرة ملكة واحدة، فبعض المستعمرات لها أكثر من ملكة وبعض المستعمرات تفتقر لوجود الملكة حيث يقوم بدورها بعض العاملات القادرات على التزاوج والإنجاب.
يمكن للمستعمرات أن تبقى لفترات طويلة جداً. تعيش الملكة حتى الـ 30 سنة تقريباً، بينما يتراوح عمر العاملات بين الـ 1-3 سنوات.
والنملة تتمسك بالحياة ، فهي يمكنها ان تعيش تحت الماء لمدة 3 ايام .. وثمانية ايام بدون هواء ، و أربعين يوما بدون رأس ، وعاما كاملا بدون طعام .. و من عجائب النملة انها لديها كيس خاص يسمى " المعدة الإشتراكية " حيث يمكنها ان تقاسم طعامها مع بقية النمل في نظام للتكافل الإجتماعى بين من اكلوا ومن لم يجدوا طعاما من افراد مملكة النمل مما يدعونا للعجب
وفي مجتمع النمل نجد نظم متعددة : للبناء ، ولرعاية الصغار ، وللمرور ، وللدفاع عن المملكة ، وللتخاطب وهو نظام فريد من نوعه .. حيت يصدر النمل ترددات صوتيه في المجال المسموع وهذه الترددات تجتاج الى اجهزة دقيقة لإلتقاطها وتسجيلها . وحاسة السمع عند النمل يتفوق فيها على الإنسان ، ويتوقع العلماء أن النمل يستخدم قرون الإستشعار لكي يبث و يستقبل الترددات الصوتية ، كما تقوم النملة بتضخيم الإشارة الصوتية كالأجهزة الحديثة ، كما انها ايضا تقوم بإزالة مختلف التأثيرات أي فلترة الصوت وتنقيته لكي تميزه عن غيره .
التركيب : مثل غيرها من الحشرات للنملة هيكل خارجي صلب من الكيراتين يعطي الجسم شكله ويدعمه ويوفر الحماية للأنسجة الطرية ، كما أنه يعطي مساحة لإتصال العضلات. تشترك النملة في صفة التجزؤ مع المفصليات الأخرى، فجسد النملة مقسم إلى ثلاثة : أجزاء هي الرأس والصدر والبطن ، و يبلغ طول النملة من 2 ميليمتر وحتى 25 ميليمتر .. للنملة رأس كبير قياساً مع حجم جسمها، ولها بطن بيضاوية وخصر صغير، ولها فكين تستطيع بهما حمل أشياء ثقيلة جداً بالنسبة لها، وتستخدمها أيضاً للحفر. ولها فكان داخليان لمضغ الطعام. كما لها هوائيان تستخدمهما لتحسس الأشياء- للتذوق والشم
رأس النملة يحوي العديد من الأجهزة الحسية، كبقية الحشرات للنملة عيون مركبة مكونة من العديد من العدسات الصغيرة المتلاصقة. عيون النملة جيدة في الكشف عن الحركة ولكنها لا تقدم للنملة صورة جيدة عمّا حولها. للنملة أيضاً ثلاثة عيون بسيطة أعلى الرأس للكشف عن مستوى الإضاءة والإستقطاب. مقارنةً بالفقاريات الأخرى فمعظم أنواع النمل تملك مستوى رؤية ضعيف إلى متوسط، بعض الأنواع التي تعيش تحت الأرض عمياء بشكل تام. وبعض الأنواع الأخرى مثل نمل بيلدوغ الإسترالي له رؤية إستثنائية.
يعتبر دماغ النملة الأكبر بين الحشرات قياساً لحجمها، وهو يحوي أكثر من 250000 خلية عصبية في دماغ النملة لا زالت مجهولة من قبل العلم اء، وبعض الباحثين يؤكدون أن دماغ النملة يعمل أفضل من أي كمبيوتر في العالم! هذه الخلايا العصبية لها مهمة إرسال الرسائل والتواصل والتخاطب.
تبين الدراسات أيضاً أن المهمة الوحيدة لذكور النمله هذا الرأس يحوي دماغاً معقدا
صورة حديثة لدماغ النملة!! A : صورة الدماغ كما يظهر بواسطة الفلور المشع. B : صورة للجزء الخاص بتحليل المعلومات في دماغ النملة. C : منحني يبين استجابة النملة لدى نشر رائحة معينة، حيث نلاحظ وجود نشاط في الدماغ تمثله القفزة في المنحني. D : اختبار للنملة بواسطة كرة إلكترونية تظهر ذكاء النمل وسرعة استجابته للمؤثرات.
والسؤال: ألا تستحق هذه النملة الذكية أن تُذكر في القرآن ؟؟ يقول تعالى في سورة النمل في سياق قصة سيدنا سليمان عليه السلام: (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ) [النمل: 18-19]. تستطيع النملة به التفكير وإجراء الحسابات اللازمة، وإطلاق الإنذار لدى التعرض للهجوم ! ونلاحظ وجود ستة أرجل وقرني استشعار أو هوائيين.
كما أن الله تبارك وتعالى قد زود النملة بالقدرة على إفراز مواد كيميائية مطهرة، تستطيع بها تعقيم العش وتطهير اليرقات والبيوض لئلا تهلكها البكتريا والفطور، فهي تقوم بتغليف الشرانق بغلاف من هذه المادة يحميها من شر البكتريا، وتستخدمها أيضاً لتطهير غذائها المختزن لفترات طويلة، ولولا هذه المادة لهلك النمل على الأرض، فسبحان الله! وتستطيع النملة أن تفرز حمض النمليك الذي يعتبر مادة مخدرة للخصم ، تستخدمه للدفاع عن نفسها.
فك النملة قوي جداً وحين تطبقه على فريستها يُسمع له صوت نقرة تسجله الأجهزة الحساسة، ويقول العلماء إن سرعة انطباق فك النملة أسرع من أي حيوان من الحيوانات! و قياساً لحجمها يعتبر فك النملة أقوى بكثير من فك التمساح ! فتأمل هذه القوة الخارقة التي تتمتع بها نملة! إنها تستطيع مهاجمة أي فريسة والقضاء عليها بضربة واحدة فقط ! وسؤالي: ألا تستحق هذه المخلوقات الذكية أن تُذكر في القرآن؟ لقد سخر بعض الملحدين من أن القرآن يذكر النمل والنحل والعنكبوت، ولكنهم بنفس الوقت يعترفون بأن هذه الكائنات على درجة عالية من التعقيد، بل إنهم يحاولون الاستفادة من خبرات النمل في البناء وتنظيم المرور والتأقلم بشكل عام!
تستطيع به حفر الأرض ، وتستطيع القتال والدفاع عن نفسها، كما تستطيع أن تأكل وتمضغ الطعام! وتأمل معي هذا التصميم المعجز لفكي النملة، وإذا ما قارنا حجم فكي النملة بحجم فكي تمساح مثلاً نجد أن فك التمساح أكبر بآلاف المرات من فك النملة، ولكن فك النملة أقوى بكثير من فك التمساح قياساً إلى حجمها !!
عيون النملة
وللنملة عيون مركبة تستطيع بواسطتها أن ترى الأشياء ولكن رؤية ضعيفة بسبب أنها تمضي معظم وقتها في الظلام تحت التراب. وتأمل معي كيف أن هذه العين محاطة ببعض الشعيرات الدقيقة لحمايتها ! و يظهر في الصورة قرن الإستشعار لدى النملة (الهوائي)، وتأمل معي التعقيد والدقة في التصميم والصنع، مع العلم أن سماكة هذا الهوائي لا تتجاوز أجزاء قليلة من المئة من الميليمتر.
وتأمل معي كيف يبرز قرن الاستشعار ويتمفصل مع رأس النملة بدقة فائقة تعجز تقنيات القرن الحادي والعشرين عن تقليدها! لقد هيَّأ الله للنملة قروناً تستشعر بها وتتحسس وتتذوق الغذاء! وهذان القرنان هما مصدر المعلومات بالنسبة للنملة وتكون في حالة الحركة عندما تكون النملة نشيطة. ويسمي العلماء هذين القرنين بالهوائيين، لأن لديهما القدرة على تلقي المعلومات عن بعد وإرسالها كذلك.
صورة لفم النملة، تقوم النملة بهضم الطعام بعد تحويله للحالة السائلة، حيث تخلطه بعصائر هاضمة باستخدام لسانها، وهنالك آلية تمنع دخول الجزيئات الصلبة من الغذاء إلى المنطقة الهضمية، ويمكن أن يبقى الغذاء في المنطقة الهضمية للنملة لفترات طويلة قبل أن تستخدمه كغذاء، فسبحان الله!
قلب النملة
وللنملة قلب على شكل أنبوب يدفع العضلات وبالتالي يندفع الدم عديم اللون في جسمها، وجهاز للهضم وجهاز للتناسل، وللنملة مجموعة أنابيب تدفع الهواء خلال جسدها وهي بمثابة الرئتين للتنفس.
أرجل النملة :
للنملة ستة أرجل متصلة بالصدر، في نهاية كل رجل مخلب معقوف يساعد على التسلق والإلتصاق بالأسطح.
صورة لرجل نملة !!! تأمل معي التصميم الدقيق والمرن لهذا العضو الذي لا يكاد يُرى، وتأمل كيف زوَّد الله هذه الأرجل بشعيرات صغيرة لدفع الضرر عن النملة ، ومساعدتها على المشي بكافة الاتجاهات والتسلق وغير ذلك. وللنملة ستة أرجل تنتهي بمخالب، وتستعمل للمشي ولتنظيف الجسم والهوائيات ومعالجة الغذاء.
غذاء النمل : تتنوع أنظمة النمل الغذائية فمنها مفترسات ومنها آكلات جيف و منها تتغذى على الندوة العسلية لحشرة المن والعسل وبعضها يتغذى على بذور النباتات. بعض الأنواع مثل [ النمل قاطع الأوراق | Leafcutter Ants ] تتغذى حصرياً على الفطريات التي تنمو داخل مستعمراتهم، يجمع النمل قاطع الأوراق أوراق الأشجار بإستمرار ويتم نقلها إلى المستعمرة وتقطيعها على هيئة قطع صغيرة ووضعها في الحدائق الفطرية. يتم تصنيف العُمّال إلى مجموعات حسب أحجامهم، النملات كبيرة الحجم تقوم بقطع السيقان، الأصغر منها حجماً تقطع الأوراق، والأصغر حجماً ترعى الفطريات. النمل قاطع الأوراق حسّاس لردة فعل الفطريات نحو الأوراق المجموعة، على ما يبدوا فهي تستقبل إشارات كيميائية من الفطريات. إذا كانت ردة فعل الفطريات نحو أحد الأوراق المجموعة سلبية فلن يتم جمع ذاك النوع من الأوراق ثانيةً، يتغذى النمل قاطع الأوراق على هياكل تنتجها الفطريات تسمى بـ [ Gongylidia ]. ويحتاج النمل في غذائه إلى المواد الكربوهيدراتية والبروتين وخاصة البروتين الذي تحتاجه الملكة لإنتاج كمية كبيرة من البيض وأيضاً لنمو يرقات النمل. تعمل النملة على تنظيف البيئة، وعلى تربية صغارها والاعتناء بهم بشكل مذهل، وتعمل على الدفاع عن نفسها وعن مستعمراتها، وتقوم بانتقاء الأنواع المفيدة من الطعام، وفي دراسة جديدة تبين أن النمل لا يأخذ أي طعام يصادفه، بل يقوم بتخزين الأغذية ويركز على الأنواع الدسمة من الطعام ليستفيد منها في الشتاء!
ذكاء النمل
يعتبر السلوك الاجتماعي للنمل هو الأعقد بين عالم الحشرات، ولذلك جاء القرآن بسورة كاملة اسمها سورة (النمل)، وذكر فيها المولى تبارك وتعالى قدرة النمل على التكلم، وقد أثبت العلم وجود لغة خاصة تتفاهم من خلالها النمل وتتواصل حتى عن بعد، فسبحان الله!
إن النمل يقوم بإفراز مواد كيمائية تسمى ( الفرمونات) لها رائحة مميزة لكل مملكة نمل تقوم الشغالات بإفرازها إثناء سيرها على الأرض وعن طريقها تسير باقي أفراد النمل.
فلو أن هناك مجموعة من النمل تسير من عشها تجاه مصدر الغذاء فإننا نلاحظ أن النمل يوزع نفسه كالأتي : اكبر الشغالات حجما تتقدم المسيرة من بداية مصدر الغذاء وأخرى في مؤخرة المسيرة بالقرب من العش لتحمى باقي أفراد النمل التي تسير في صفين احديهما في اتجاه العش والأخر في اتجاه الغذاء حول مصدر الفرمون. تستخدم الفرمونات لأكثر من ترك المسارات. فعندما تُسحق نملة ترسل فرمون إنذار لبقية النمل لكي يستعدوا للهجوم ويدعوا النمل القريب منهم للهجوم أيضاً. بعض أنواع النمل تستخدم فرمونات تسمى بـ [ الفرمونات الكاذبة | Propaganda Pheromones ] وتُستخدم هذه الفرمونات في المعارك حيث تشوش على النمل العدو وتجعله يتحارب فيما بينه.
تستطيع النملة حمل أشياء تزن عشرين ضعفاً وزن جسمها، وتصور عزيزي القارئ لو أن رجلاً بهذه القوة فإنه سيحمل سيارة وزنها ألف كيلو غرام بسهولة، قارن قوة النملة مع قوتك، لتجد أن النملة أقوى منك بعشرين ضعفاً على الأقل!! التعاون والتنافس : ليست كل الأنواع بنفس المقدار من الإجتماعية والتعاون، فمثلاً نمل البيلدوغ الإسترالي أقل النمل تعاوناً وتطوراً من الناحية الإجتماعية، فكل فرد منهم يصطاد وحده معتمداً في ذلك على أعينه الضخمة بدل من الإعتماد على الروائح.
بعض الأنواع مثل [ نمل الرصيف | Pavement Ants ]، تقوم بمهاجمة المستعمرات القريبة بهدف الإستيلاء عليها. بعض الأنواع الأخرى ذات أهداف أصغر ولكن بنفس العدوانية فتقوم مثلاً بمهاجمة المستعمرات بهدف سرقة البيض أو اليراق، فتقوم إما بأكلها أو بتربيتها لتكون عُمّال أو عبيد.
يحدد النمل أقاربه وشركائه في المستعمرة عن طريق الرائحة. أي نملة تدخل مستعمرة ولا تملك رائحة مطابقة يتم مهاجمتها. والسبب وراء تقاتل مستعمرتين من النوع نفسه فيما بينهما يعود إلى أن الجين المسؤول عن إفراز فرمونات الرائحة مختلف بينهما. لا يملك [ النمل الأرجنتيني | Argentine Ants ] هذه الخاصية مما جعله آفة عالمية.
هناك العديد من الأنواع الطفيلية. لا تملك النملات الطفيلية عُمّال وبدلاً من ذلك تقوم بدخول المستعمرة المضيفة والتغذي على الطعام الذي جمعته الإناث العاملات في تلك المستعمرة. تم إكتشاف نملات طفيليات في العديد من الأنواع، لا تكون النملة الطفيلة مثل النوع التي تتطفل عليه تماماً بل تكون نوع مشابه بشكل كبير. يتم إستخدام عدة طرق لخداع المستعمرة ودخولها بأمان.
النمل مخلوق صغير ولكنه قد يتفوق على البشر، فهو يفرز مواد كيميائية تتوقف بعد الموت فتشعر بذلك بقية النملات وتسرع لدفن الجثة!!! يؤكد العلماء أن النملة المصابة لا تنتظر حتى يتفاقم المرض ويحملها الآخرون، إنما تذهب برجليها إلى خارج المستعمرة وتتسلق الشجر لتموت وحيدة! إنها تضرب لنا نحن البشر أروع الأمثلة في التضحية والإيثار والتعاون والمحبة!
أعشاش النمل " مستعمرات النمل"
يمكن أن تشكل عدة نملات فقط مستعمرة، ويمكن أن تكون المستعمرة مؤلفة من ملايين النملات! ولكن معظم المستعمرة تتألف من النملات العاملات وهذه لا يمكنها التزاوج، إنما تقوم بمعظم العمل مثل جمع الغذاء ورعاية الصغار والدفاع عن المستعمرة.
صورة لنملة كبيرة تسمى ملكة النار، وتعيش ملكة نملة النار سبع سنوات بينما تعيش النملات العاملات بحدود من 50 إلى 150 يوماً فقط. هنالك مستعمرات تبلغ مساحتها أكثر من 2.7 كيلو متر مربع، وتحتوي على أكثر من مليون ملكة، وأكثر من 300 مليون عاملة، تعيش في أكثر من 45 ألف عش، وقد اكتُشفت هذه المستعمرة في اليابان عام 2002. وتقوم ملكة نملة النار بإنتاج البيوض، وتضع هذه الملكة 100 بيضة في الساعة الواحدة باستمرار، وتنتج ملايين البيوض.
يبني النمل أعشاشه عادة تحت التراب على عمق 10 أمتار، حيث تكون درجة الحرارة مناسبة له طيلة أيام السنة، وقد زود الله النمل بذكاء كاف لصيانة منزلهم من الأعشاب الضارة وبقايا الطعام، وترتيب المنزل بشكل جيد، هنالك أيضاً احتياطات يتخذها النمل أثناء الشتاء وأثناء الصيف في مسكنه لكي يكون المسكن محصناً بشكل جيد، وهنا ندرك أن الله تبارك وتعالى عندما قال: (يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) لم يقل (أوكاركم) لم يقل مثلاً (كهوفكم) لم يقل كلمة أخرى.. بل قال (مَسَاكِنَكُمْ) لأنها مساكن بكل معنى الكلمة.
ويقول العلماء بالحرف الواحد:
"إن المهارات التي يتمتع بها النمل من حيث بناء وهندسة البيوت تجعله يتفوق على الإنسان، قياساً لحجم النملة، فإن النملة أقوى من الإنسان بمئة مرة على الأقل". فمن أين لها القدرة على ذلك ؟ إنه الله تعالى القائل على لسان موسى عليه السلام عندما أنكر فرعون وجود الله وسأله من ربك يا موسى فرد عليه: (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) [طه: 50]. فالله تعالى هو من أعطى هذه النملة خلقها وشكلها وزودها بالأجهزة المناسبة ثم هداها كيف تقوم بأعمالها دون تقصير أو خلل أو ملل.
إن النمل بنّاء ماهر وذكي جداً، ففي هذا العش الذي يظهر في الصورة رفع النمل مدخل العش فوق مستوى سطح الأرض خوفاً من الأمطار والمياه ، مع العلم أن العش تحت سطح التراب ولكن الذي يظهر في الصورة هو مدخل العش فقط!
مَن الذي هدى النملة وعلًّمها ؟
يقول العلماء حسب آخر الأبحاث إن النملة تنشأ لا تعلم شيئاً ثم تتعلم جميع المهام الواجب القيام بها وفق برنامج شديد التعقيد يهديها إلى الطريق الصحيح ، والسؤال: أليس هذا هو ما تعنيه الآية: (رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى)؟!
رحمة النمل
ومن عجائب ما رآه العلماء أن بعض أنواع النمل تعيش مع عبيد لها، تجبرهم على جمع العلف اللازم للغذاء، وتأكل معاً، ولكن هذه النملات حريصة على إطعام "العبيد" و لكن إذا غابت العبيد أو أصابهم مكروه تمتنع النملات عن الأكل حتى ولو كان الغذاء موجوداً وتستمر كذلك حتى يعود العبيد أو أنها تموت جوعاً!!! وسبحان الله من الذي جعل في قلبها هذه الرحمة! ومن الذي علمها أن تحافظ على عبيدها وتطعمهم مما تأكل
حرب النمل .. فن القتال والتحذير والتنظيم عند النمل
يؤكد العلماء وبعد مراقبة طويلة للنمل، أن هذا العالم مليء بالأسرار ومن أهمها الخبرة القتالية لدى النمل، والإنذار المبكر، والاتصالات الذكية، لنقرأ ونسبح الخالق العظيم........ تُعرف لسعة [ النمل القافز | Jumper Ants ] على أنها قاتلة وقد تم تطوير مضاد سم لها.
يملك [ النمل الناري | Fire Ants ] كيس سم يحوي قلويات البيبيريدين. مما يعطيهم لسعة مؤلمة جداً وفي بعض الأحيان تكون خطيرة على الأشخاص شديدي الحساسية.
هناك نوع من النمل يسمى بـ [ نمل الفك-المصيدة | Jaw-Trap Ants ]. وقد سُمّي بهذا الأسم نسبةً إلى الفك سريع الإغلاق. سرعة إغلاق فكه أسرع من أي مخلوق آخر ضمن المملكة الحيوانية. فتتراوح بين 126-230 كلم/س، والزمن المنقضي خلال الإغلاق 130 ميكروثانية في المتوسط. تُستخدم هذه الفكوك هائلة السرعة في القتال أو يتم إغلاقها عند الشعور بالتهديد حيث إغلاقها بسرعة كفيل بقذف النملة إلى الخلف، وفي نفس الوقت يمكن إستخدام الفك بشكل طبيعي وإغلاقه ببطء لرعاية اليراق أو لحمل الغذاء.
إنها معركة حقيقية يستخدم فيها الجيشان كل الوسائل الحربية المتاحة! هناك خطط حربية وأساليب يتبعها الجنود لضمان انتصاره على العدو. وقد تعجب عزيزي القارئ إذا أخبرتك أن النمل تستخدم تقنية الاتصالات الذكية، وترسل موجات كهرطيسية لتنظيم المعركة وإخبار بعضها عن نتائج المعركة وتستخدم في ذلك قرون الاستشعار التي تعتبر وسائل اتصال لاسلكية. إن كل هذا يجعلنا نفكر في حقيقة هذه المخلوقات، فهي تشهد على عظمة الخالق، فعلى الرغم من صغر حجمها إلا أنها تعتبر ذكية جداً وتشبه البشر في حياتها، يقول تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) [الأنعام: 38].
معركة منظمة بين فريقين من النمل، وكل فريق لديه وسائل وأجهزة إنذار وأساليب قتالية، وكل هذه الأشياء كانت مجهولة حتى زمن قريب، ولكن هناك كتاب أشار إلى مثل هذه الحقائق قبل 1400 سنة، إنه كتاب الله الذي يعلم السر وأخفى!
وهنا يا أحبتي أقف لحظة تأمل في سورة النمل وتحديداً قصة سيدنا سليمان الذي علَّمه الله منطق الطير والنمل وغيرها من الحيوانات والجن والشياطين... وأعطاه ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده، فقد حذَّرت النملة أفراد المستعمرة (مستعمرة النمل) بقولها: (قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) [النمل: 18]. فهذا التنبيه لا يصدر من مخلوق لا يدرك ولا يعلم شيئاً بأسرار الحرب، بل فيه إشارة لطيفة إلى أن النمل لديه خبرة قتالية، وخبرة بالهروب والكرّ والفرّ، وخبرة في الإنذار.
نملتان صغيرتان تهاجمان نملة كبيرة، انظروا إلى هذه التقنية الحربية، فقد جاءت النملة الأولى لتمسك النملة السوداء الكبيرة من قرنيها لتعطل لديها حاسة الاستشعار وتشوش العمليات التي تتم في دماغها، ولكي تضمن ذلك، فقد أعطت الأمر لنملة ثانية فأمسكت النملة السوداء من رجلها الخلفية لتعطل حركتها، وبالتالي تضمن النملتان التغلب على النملة الكبيرة، ولولا هذا التنسيق والتخاطب بين النملتين لم يتمكنا من التغلب على النملة الكبيرة، هذه التقنيات الحربية نراها أمامنا بالصور. أليست هذه التقنيات تحتاج لتخطيط وتدبير، وهي تشبه ما يقوم به البشر؟ إن هذه الصورة ألا تدل على قدرة الخالق تبارك وتعالى؟
فالنمل لديه أسلحة جهَّزه الله بها وهي الفكين الذين ينقضان على الفريسة بسرعة أكبر بكثير من سرعة فكي التمساح! ولدى النمل "إنذار مبكر" وذلك قبل حدوث الخطر، ولديه اتصالات ذكية، مع بقية أفراد النمل، ولذلك جاءت الآية لتعبر تعبيراً دقيقاً عن حقيقة هذه الخبرات التي زود الله بها النمل!!
الحسد عند النمل: سبحان الله
اكتشاف علمي جديد يؤكد التقارب الكبير بين مجتمع البشر ومجتمع النمل، وهذا التشابه هو ما تحدث عنه القرآن قبل مئات السنين،....
طالما نظرنا إلى عالم النمل على أنه عالم يمثل النظام والتعاون والبناء، وأن مجتمع النمل هو مجتمع مثالي وهذا ما يميزه عن مجتمع البشر المليء بالحقد والفساد والمشاكل والفوضى.
ولكن الاكتشاف الجديد الذي قدمه الدكتور Bill Hughes للأكاديمية الوطنية للعلوم، يؤكد أن مجتمع النمل وعلى الرغم من النظام الفائق إلا أنه يتمتع بالخداع والفساد والاحتيال والحسد !! وقد وجد بعد دراسة مطولة لعدة مستعمرات للنمل أن مجتمع النمل يشبه إلى حد كبير مجتمع البشر في كل شيء تقريباً !
ففي مجتمع النمل هناك أنظمة للبناء والرعاية وتربية صغار النمل ونظام للمرور ونظام للدفاع عن المستعمرة، ونظام للتخاطب وغير ذلك. وبنفس الوقت هناك نوع من الغش والخداع تمارسه بعض النملات لكسب الرزق ومزيد من الطعام! وهناك مشاكل وقتال بين النمل في سبيل الحصول على غذاء ما.
إن هذه الميزات موجودة في المجتمع البشري، حيث نرى أنظمة للبناء والتعاون، وبنفس الوقت نرى الغش والخداع والحسد والقتل...
ويقول الدكتور Hughes :
إنك إذا تعمقت أكثر في عالم النمل سوف ترى بالإضافة إلى التعاون والنظام أن هناك مجتمع موبوء بالفساد والنزاع والقتال والغش، ومن الواضح أن المجتمع الإنساني يعتبر نموذجاً لذلك".
وعندما نبحث في اكتشافات العلماء الذين راقبوا مجتمعات النحل ومجتمعات الطيور وغيرها من الحيوانات، نرى بأنهم دائماً يتحدثون عن مجتمعات منظمة ولها لغتها الخاصة، وبنفس الوقت توجد فيها نزاعات وخداع وغير ذلك تماماً مثل المجتمعات الإنسانية.
من خلال هذه الاكتشافات نلاحظ أن العلماء يلاحظون التقارب الكبير بين الأمم البشرية والأمم من عالم النمل والنحل وغيره من الدواب وحتى الطيور وبقية المخلوقات على وجه الأرض، وهذا ما تحدث عنه القرآن قبل 14 قرناً في آية شديدة الوضوح، يقول تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) [الأنعام: 38]. انظروا معي إلى دقة التعبير البياني: (إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ) فالنمل يشبهنا في كل شيء تقريباً !
فعلماء الغرب، وبعد آلاف التجارب وأكثر من مئة سنة من الدراسات والأبحاث في عالم النمل، يقولون بالحرف الواحد : إن مجتمع النمل هو نسخة طبق الأصل عن المجتمع الإنساني، والقرآن يقول: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ) فهل هناك أبلغ من كلمات الله تعالى؟!
فيديو الحسد عند النمل :
وإلى هذه الصور من حياة النمل التي لا تقل أهمية عن حياة البشر، لننظر ونتأمل ونقرأ ونسبح الله تعالى:
معركة حامية الوطيس بين نملتين تُستخدم فيها أدوات حادة جداً هي "الفك"، ويقول الخبراء في عالم النمل إن لدى النمل استراتيجيات في القتال ربما يتفوق بها على عالم البشر، أو على الأقل يشبه عالم البشر.
حرب كيميائية! صدقوا أو لا تصدقوا، فالنملة الصغيرة السوداء تفرز مادة كيميائية على شكل رغوة تظهر في الصورة، تضع هذه المادة السامة على رأس النملة الكبيرة الحمراء، وتقضي عليها بهذه الطريقة. إن النمل يستخدم هذه التقنية منذ مئات الملايين من السنين، و لكن البشر لم يستخدموها في الحروب إلا منذ مئة سنة !!
جسر حي من النمل، حيث تقوم النملات بطريقة هندسية تشبه تلك الطريقة التي نصمم بها الجسور، يقومون بجميع الحسابات الضرورية ويقيمون جسراً تعبر عليه النملات الأخريات، وهذه التقنية معقدة جداً، ولا يمكن تفسيرها إلا إذا اعتبرنا أن النمل عالم ذكي جداً ومتطور
تضمن القرآن إشارة رائعة إلى تركيب جسم النملة وأنه يتحطم، فهل اكتشف العلم شيئاً يثبت دقة النص القرآني؟
يقول تعالى في قصة سيدنا سليمان عندما خرج مع جنوده وصادف مرورهم بقرب وادي النمل: (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) [النمل: 18].
النملة هي التي تنبه من الخطر
سبحان الله! من الحقائق العلمية المؤكدة والتي لم يكن لأحد علم بها زمن نزول القرآن أن النملات المؤنثة هي التي تتولى الدفاع عن المستعمرة وحمايتها من أي خطر مفاجئ [1] ، وذلك بإصدار إشارات لبقية أفراد المستعمرة ليتنبهوا إلى الخطر القادم. وهذا ما حدثنا عنه القرآن بقول الحق تبارك وتعالى: (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) [النمل: 18]. وتأمل معي كيف جاء التحذير على لسان (نملة) مؤنثة، فمن كان يعلم أن النملة المؤنثة هي التي تتولى الدفاع عن المستعمرة في ذلك الزمن؟
أثبت العلماء أن النمل يتكلم بلغته الخاصة، وأثبت كذلك أن النملة المؤنثة هي التي تقوم بالتنبيه لأي خط قادم ، وليس للذكور أي دور في ذلك، ولذلك جاءت صيغة الخطاب في القرآن على لسان (نملة): (قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم).
النملة تتحطم!
في زمن نزول القرآن لم يكن لأحد قدرة على دراسة تركيب جسم النملة أو معرفة أي معلومات عنه، ولكن وبعد دراسات كثيرة تأكد العلماء أن للنمل هيكل عظمي خارجي صلب جداً يسمى exoskeleton [2] ولذلك فإن النملة لدى تعرضها لأي ضغط فإنها تتحطم، ولذلك قال تعالى على لسان النملة (لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ) وبالتالي فإن كلمة (يَحْطِمَنَّكُمْ) دقيقة جداً من الناحية العلمية، فسبحان الله
تأملوا معي هذا الغصن الرفيع كيف يسير عليه عدد كبير من النمل دون أي تصادم أو حوادث! فكيف يتمكن النمل من تنظيم حركته والتحكم في عمليات نقل الطعام عبر هذه المساحة الضيقة؟ إنه بلا شك يتفوق على البشر في هذه الناحية، ولذلك يحاول العلماء أن يتعلموا من النمل تقنية تنظيم المرور!
العلماء الألمان يتعلّمون من النمل تقنية الاتصال الذكي ..إن الوقت الضائع بسبب زحمة المواصلات يكلف العالم مئات المليارات من الدولارات سنوياً، وأحدث طريقة لحل مشكلة هذا الازدحام هي تقنية الاتصال الذكي التي يستخدمها النمل !!!
إن الإنسان كان ولا زال يتعلم من المخلوقات من حوله، وهذه المخلوقات قد سخَّرها الله لنا لنتعلم منها ونتفكَّر في خلقها لنشكر نعمة الله علينا، يقول تعالى: (وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الجاثية: 13]. ومن آخر الأخبار أن العلماء يحاولون اكتشاف النظام المروري المتطور لدى النمل، حيث لاحظوا أن النمل يتمتع بقدرة فائقة على التحكم بالطريق التي يسلكها ويختار دائماً أفضل الطرق وأقصرها وأقلها ازدحاماً. وقد أجريت مؤخراً في ألمانيا تجربة "تقنية الاتصال الذكي" التي تمكّن من تبادل المعلومات بين السيارات بواسطة الإنترنت اللاسلكي، والتقنية الجديدة التي تحظى بدعم الاتحاد الأوروبي من شأنها أن تحل مشكلة الاختناقات المرورية وتحسن الأمان.
إن مشروع تقنية الاتصال الذكي بين السيارات الذي يجري تطويره حالياً سوف يعالج الاختناقات المرورية التي تعاني منها المدن المزدحمة ، كما أنه من المتوقع أن يحدّ من الحوادث ويحسّن بصورة هائلة من الآمان على الطرق. وتلك هي رؤية العديد من شركات السيارات الكبرى التي قامت مؤخراً بتجربة هذه التقنية في ظل ظروف قيادة واقعية في إحدى ساحات الاختبار بألمانيا. وخلال التجربة أمكن مشاهدة العديد من السيارات والدراجات البخارية والشاحنات، وهي تتصل بعضها ببعض في ساحة الاختبار التابعة لشركة أوبل في دودينهوفن بألمانيا، وذلك باستخدام تقنية الإنترنت اللاسلكي.
هذه التقنية تعمل كالتالي: السيارة (B) تسير إلى الأمام لعدة كيلومترات وترسل معلومات إلى السيارة (A) عن وجود عائق على الطريق، مما يسمح لقائد السيارة (A) باختيار طريق بديل أو إبطاء سرعته. Bildunterschrift: والواقع أن هذه التقنية يمكن أن تصبح فعالة بشكل خاص في حالة الاختناقات المرورية أو الحوادث أو الطرق المغطاة بالجليد. كما تستطيع مراكز إدارة المرور إبلاغ السائقين عن الإغلاق المفاجئ لأحد الطرق أو بالطريق البديل الذي ينصح بأن يسلكوه أو بالحد الأقصى للسرعة.
وترسل هذه المعلومات إلى جهاز استقبال على الطريق المعين ثم يقوم الجهاز بدوره بتمريرها إلى السيارات المارة. وتقول فيفيان ريدنج مفوضة الاتصالات السلكية واللاسلكية بالاتحاد الأوروبي: إن استقبال الرسائل المهمة للغاية بسرعة وبدقة يعد أمراً حتمياً لضمان سلامة الطرق، مشيرة إلى أن الوقت الذي يهدره الأوروبيون في الاختناقات المرورية قد يكلف زهاء 80 مليار يورو بحلول 2010 في شكل ساعات عمل ضائعة.
من أين تعلم النمل هذه التقنية الفائقة؟
يحاول العلماء اليوم معرفة السر في أن النمل يستخدم تقنية الاتصال الذكي ، ويعالج المعلومات ويختار الطريق الأقصر والأقل ازدحاماً، بل ويعتبرون هذه التقنية لدى النمل لغزاً محيراً يصعب حله أو كشف أسراره! ولكننا كمسلمين نعتقد أن هذه النملة الصغيرة لا تسير بذاتها بل بقدرة الله تعالى الذي يوجهها كيف يشاء. فهو القائل: (مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [هود: 56].
أقدم نملة
أقدم نملة على وجه الأرض تم اكتشافها في حجر في أمريكا عمر هذه النملة 92 مليون سنة، واكتشفت عام 1998، وقد عاشت هذه النملة في عصر الديناصورات ، وسبحان الله ديناصور يزن عشرات الآلاف من الكيلوغرامات قد هلك وانقرض، ولكن نملة لا تزن إلا جزءاً من الغرام باقية تتكاثر كل هذه السنين!
تعايش النمل مع البيئة المحيطة
ينشئ النمل علاقة تكافلية مع العديد من الكائنات الحية، ومنها أنواع النمل الأخرى، الحشرات الأخرى، النباتات، والفطريات. بعض أنواع مفصليات الأرجل تقضي جزء من حياتها في مستعمرات النمل، إما للتغذي على النمل وبيضه ويرقاته، أو للتغذي على الطعام الذي يخزنه النمل، أو تجنباً للمفترسات.
المن والنصفيّات الأجنحة الأخرى تفرز سائل حلو يسمى بالمغثر، تقوم العديد من أنواع النمل بجمع هذا السائل حيث يعد مصدر غذاء عالي الطاقة، وذلك يعود لأن المن والنصفيّات الأجنحة الأخرى تتغذى على النسغ ( عصارة النباتات ). يقوم النمل بحماية المن من المفترسات لكي يحافظ على مصدر غذائه. وهذا مثال على تبادل المنفعة لدى النمل.
يقوم النمل بنقل [ اليسروع محب النمل | Ant-loving caterpillars ] إلى مصادر الغذاء نهاراً وإلى المستعمرة ليلاً. يملك هذا اليسروع غدد تفرز المغثر عندما يقوم النمل بتدليكها. بعض الأساريع تطورت من محبة النمل إلى آكلة النمل، تفرز هذه الأساريع فرمون يجعل النمل يتصرف وكأن هذا اليسروع أحد يرقاته، يتم نقل اليسروع إلى المستعمرة وبعدها يبدأ اليسروع بإلتهام يراق النمل. إن الله تعالى كما هدى النمل هدى الشجر أيضاً ! فقد وجد العلماء نوعاً من أنواع النمل يعيش دائماً في شجرة محددة هي شجرة الخرنق والعجيب أن الغذاء الذي يحبه هذا النوع من النمل تفرزه الشجرة من خلال فتحات خاصة على شكل محلول سكري، يتغذى عليه النمل، بل إن النمل يتغذى على أوراق هذه الشجرة لأنه صغير ومناسب لصغارها، ولكن ماذا تستفيد الشجرة من ذلك؟
وجد العلماء بعد مراقبة طويلة أن الذي يهلك هذه الشجرة هو بعض أنواع الحشرات الضارة، ولكن النمل قد زوده الله تعالى بجهاز معقد يقوم بلسع الحشرات الآتية إلى الشجرة وتحميها من التآكل بفعل هذه الحشرات الضارة، فسبحان الله الذي خلق كل شيء فقدَّره تقديراً!
إن النمل ضروري جداً للحفاظ على البيئة، فهي تأكل الحشرات وتقلّب التربة فيدخل الهواء إليها ، وهي غذاء مهم للعديد من الحشرات، وتلقح الزهور أحياناً، وتحرك المادة العضوية في التربة، وتعتبر النملة من أهم الحشرات المفترسة للحشرات الأخرى وبالتالي تحدث توازناً في عالم الحشرات. النمل عالم غريب فيه من العجائب ما يدعو المؤمن لتسبيح الخالق عز وجل...
إن هذه الآيات تزيد المؤمن إيماناً ويقيناً بأن هذا القرآن هو الحق من عند الله تعالى.... وهنا نود أن نكرر قولنا لأولئك المستهزئين بهذا النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام:
ونقول: لو كان محمد صلى الله عليه وسلم (وهو النبي الأمي)، لو كان يريد أن يصنع ديناً لنفسه (كما يدَّعون) فكيف يمكن له أن يخبرنابمثل هذه الحقائق على لسان النمل؟ من أين جاء هذا الرسول بتعبير علمي دقيق جداً في زمن لم يكن أحد على وجه الأرض يعلم شيئاً عن هذه المخلوقات الصغيرة ؟ وما هي المصلحة التي سيحققها من وراء ذلك؟ ونجيب: إن مصلحته الوحيدة هي تبليغ الرسالة بكل أمانة ودقة، وإن قائل هذه الآية هو خالق النمل وهو أعلم بأسرارها وبكلامها، وإن مثل هذه الآية تعتبر دليلاً مادياً على صدق كتاب الله جل وعلا، فهل تخشع قلوبنا أمام عظمة هذا الإعجاز؟! فسبحان الله الذي أحكم هذه الآيات وجعلها نوراً لكل مؤمن، وحجة على كل ملحد، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.