السؤال:
أريد السؤال عن رواية وردت إلي ولم أستطع معرفة إذا كانت صحيحة أو خاطئة وهي : " روي أن موسى عليه السلام- لما دفن أخاه هارون –عليه السلام- ذكر مفارقته له وظلمة القبر ؛ فأدركته الشفقة، فبكى فأوحى الله –تعالى- إليه : ( يا موسى ، لو أذنت لأهل القبور أن يخبروك بلطفي بهم لأخبروك يا موسى ، لم أنسهم على ظاهر الأرض أحياء مرزوقين، أفأنساهم في باطن الأرض مقبورين؟! يا موسى، إذا مات العبد لم أنظر إلى كثرة معاصيه ، ولكن أنظر إلى قلة حيلته!! ) فقال موسى عليه السلام : يا رب من أجل ذلك سميت أرحم الراحمين " .
الجواب :
الحمد لله
هذه قصة مصنوعة وخبر موضوع ، ولم نجد بعد البحث والتحري أحدا من أهل العلم روي هذه القصة أو نوه بها ، وهي فوق ذلك جاءت بسياق منكر ؛ فقول الرواية : ( يا موسى ، لم أنسهم على ظاهر الأرض أحياء مرزوقين ، أفأنساهم في باطن الأرض مقبورين ) يفيد أن الله تعالى يشمل برحمته أهل القبور كافة ، فكما كان يرزقهم جميعا وهم أحياء فهو يرحمهم وهم مقبورون ، وهذا يفيد دخول الكافر المؤمن في رحمته ولطفه ، وهذا باطل ؛ فإن الله تعالى يعذب الكفار ومن شاء من عصاة المؤمنين في القبر ، وبذلك جاءت الأخبار الصحيحة .
روى البخاري (1338) مسلم (2870) – واللفظ للبخاري - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( الْعَبْدُ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ وَتُوُلِّيَ وَذَهَبَ أَصْحَابُهُ حَتَّى إِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ أَتَاهُ مَلَكَانِ فَأَقْعَدَاهُ فَيَقُولَانِ لَهُ : مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَيَقُولُ أَشْهَدُ أَنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ فَيُقَالُ : انْظُرْ إِلَى مَقْعَدِكَ مِنْ النَّارِ أَبْدَلَكَ اللَّهُ بِهِ مَقْعَدًا مِنْ الْجَنَّةِ ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَرَاهُمَا جَمِيعًا ، وَأَمَّا الْكَافِرُ أَوْ الْمُنَافِقُ فَيَقُولُ : لَا أَدْرِي كُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ فَيُقَالُ : لَا دَرَيْتَ وَلَا تَلَيْتَ ثُمَّ يُضْرَبُ بِمِطْرَقَةٍ مِنْ حَدِيدٍ ضَرْبَةً بَيْنَ أُذُنَيْهِ فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا مَنْ يَلِيهِ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ ) .
راجع لمعرفة صور من عذاب القبر إجابة السؤال رقم : (8829) .
وراجع للفائدة إجابة السؤال رقم (10547) .
والله أعلم .
موقع الإسلام سؤال وجواب