السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا
اللهم صل على سيدنا محمد
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
لقد جئنا من عالم إلى عالم ولكل عالم سننه وقوانينه والله وحده
الذي يعلم السر وأخفى وإن العلماء هم ورثة الأنبياء وهم أشد
الناس خشية من الله والعلم فريضه على كل مسلم ومسلمه لذلك
أضع بين أيديكم هذا الإعجاز العلمي الذي أثبت أن رسول الله
رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
عن أبي هريرة، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما بين النفختين أربعون" قالوا:
يا أبا هريرة! أربعون يوما؟ قال: أبيت. قالوا: أربعون شهرا؟ قال:
أبيت. قالوا: أربعون سنة؟ قال: أبيت.
"ثم ينزل الله من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل".
قال "وليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظما واحدا وهو عجب الذنب.
ومنه يركب الخلق يوم القيامة".
(قال: أبيت) معناه أبيت أن أجزم بأن المراد أربعون يوما أو سنة أو شهرا.
بل الذي أجزم به أنها أربعون، مجملة. وقد جاءت مفسرة من رواية غيره،
في غير مسلم: أربعون سنة.رواه مسلم والبخاري.
لقد ثبت علمياً أن عجب الذنب لا يبلى وهذا إعجاز علمي
وتأكيد على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ينطق
عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.
وجه الإعجاز:
(إن أحاديث عجب الذنب من معجزاته صلى الله عليه وسلم.
فقد أوضح علم الأجنة الحديث، أن الإنسان يتكون، وينشأ
من عجب الذنب هذا (يدعونه الشريط الأولىPrimitive Streak)،
وهو الذي يحفز الخلايا على الانقسام، والتخصص، والتمايز،
وعلى أثره مباشرة يظهر الجهاز العصبي في صورته الأولية
(الميزاب العصبي، ثم الأنبوب العصبي ثم الجهاز العصبي بأكمله)
ثم بقية الأعضاء، ويندثر هذا الشريط الأولى إلا جزءاً يسيراً منه
يبقي في المنطقة العصعصية التي يتكون فيها عظم الذنب
(عظم العصعص)، ومنه يعاد تركيب خلق الإنسان يوم القيامة
كما أخبرنا بذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم.
منشور في موقع الهيئة العالمية للإعجازالعلمي في القرأن والسنة).
لذلك يجب أن نعلم معنى قوله تعالى:
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى {1} مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى {2} وَمَا يَنطِقُ
عَنِ الْهَوَى {3} إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى {4} عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى {5}سورة النجم
أخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله
{وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى } قال: أقسم الله أنه ما ضل محمد وما غوى.
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن مجاهد رضي الله
عنه في قوله {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} قال: أقسم الله لك بنجوم القرآن
ما ضل محمد صلى الله عليه وسلم وما غوى.
أي ما ضل محمد صلى الله عليه وسلم عن الحق وما حاد عنه.
"وما غوى" الغي ضد الرشد أي ما صار غاويا.
وقيل: أي ما تكلم بالباطل.
وجاء في الجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي
المراد به النجوم التي ترجم بها الشياطين؛ وسببه أن الله تعالى
لما أراد بعث محمد صلى الله عليه وسلم رسولا كثر انقضاض
الكواكب قبل مولده، فذعر أكثر العرب منها وفزعوا إلى كاهن
كان لهم ضريرا، كان يخبرهم بالحوادث فسألوه عنها فقال:
انظروا البروج الاثني عشر فإن انقضى منها شيء فهو ذهاب الدنيا،
فإن لم ينقض منها شيء فسيحدث في الدنيا أمر عظيم، فاستشعروا ذلك؛
فلما بُعثَ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان هو الأمر العظيم
الذي استشعروه، فأنزل الله تعالى:
"والنجم إذا هوى" أي ذلك النجم الذي هوى هو لهذه النبوة التي حدثت.
وهوى أي سقط على الأرض.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله
{وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى} قال: ما ينطق عن هواه!{إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}
قال: يوحي الله إلى جبريل ويوحي جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
وبعد أن علمنا عن كيفية علم الرسول صلى الله عليه وسلم نعود إلى عجب الذنب.
ورد في حديث أبي سعيد عند الحاكم وأبي يعلى قيل يا رسول الله
ما عجب الذنب ؟ قال : مثل حبة خردل
ويقال له " عجم " بالميم أيضا عوض الباء .
وهو عظم لطيف في أصل الصلب ، وهو رأس العصعص ،
وهو أول ما يخلق من الاَدمي،وهو الذي يبقى منه ليعاد تركيب الخلق عليه.
وفي حديث أبي سعيد الخدري عند ابن أبي الدنيا وأبي داود
والحاكم مرفوعا إنه مثل حبة الخردل قال : ابن الجوزي قال :
ابن عقيل : لله في هذا سر لا يعلمه إلا الله ،
لأن من يظهر الوجود من العدم لا يحتاج إلى شيء يبني عليه .
قال : عياض فتأويل الخبر وهو كل ابن آدم يأكله التراب أي :
كل ابن آدم مما يأكله التراب وإن كان التراب لا يأكل
أجسادا كثيرة كالأنبياء .
قوله : إلا عجب ذنبه أخذ بظاهره الجمهور فقالوا :
لا يبلى عجب الذنب ولا يأكله التراب ،
ونجد في القرأن أيات كثيرة تعرفنا على خلق الله
للبشر من الأرض ومنها يخرجهم تارة أخرى
قال تعال في سورة طه:
"مِنْهَاخَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى {55}
أي من الأرض مبدؤكم، فإن آباكم آدم مخلوق من تراب
من أديم الأرض، وفيها نعيدكم أي وإليها تصيرون إذا
متم وبليتم ومنها نخرجكم تارة أخرى.
وقال تعالى في سورة القيامة:
لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ {1} وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ {2} أَيَحْسَبُ
الْإِنسَانُ أَلَّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ {3} بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ {4}
قوله تعالى: {أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ}.
أي أيظن الإنسان أنا لا نجمع عظامه؟ بلى سنجمعها قادرين
على أن نسوي بنانه، أي قدرتنا صالحة لجمعها، ولو شئنا لبعثناه أزيد مما كان،
فنجعل بنانه وهي أطراف أصابعه مستوية.
وقال تعالى في سورة الإسراء :
" يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً ".
سورة الإسراء الأية {52}
فقوله:"يَوْمَ يَدْعُوكُمْ" الدعاء: النداء إلى المحشر بكلام تسمعه الخلائق،
يدعوهم الله تعالى فيه بالخروج. وقيل: بالصيحة التي يسمعونها؛
فتكون داعية لهم إلى الاجتماع في أرض القيامة.
قال صلى الله عليه وسلم:
(إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم فأحسنوا أسماءكم).
" فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ" أي باستحقاقه الحمد على الإحياء.
فإن النفخ في الصور إنما هو سبب لخروج أهل القبور؛
بالحقيقة إنما هو خروج الخلق بدعوة الحق، قال الله تعالى:
" يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ" فيقومون يقولون :سبحانك اللهم وبحمدك.
كما أن الكفاريخرجون من قبورهم وهم يقولون سبحانك وبحمدك؛
ولكن لا ينفعهم إعتراف ذلك اليوم.
فيوم القيامة يوم يبدأ بالحمد ويختم به قال الله تعالى:
"يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ" وقال في سورة الزمر:
"وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ
رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ "الأية{75}
وقوله تعالى في سورة سورة الأعراف :
"قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ ".
سورة الأعراف سورة الأية25
وفي الحديث الذي في السنن أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم
حضر جنازة، فلما دفن الميت أخذ قبضة من التراب فألقاها في القبر،
وقال: منها خلقناكم، ثم أخذ أخرى وقال: وفيها نعيدكم،
ثم أخرى وقال: ومنها نخرجكم تارة أخرى،
وقال تعالى في سورة "ق":
ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ {1} بَلْ عَجِبُوا أَن جَاءهُمْ مُنذِرٌ مِّنْهُمْ
فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ {2} أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ
رَجْعٌ بَعِيدٌ {3} قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ {4}.
قوله تعالى: " أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا" نُبعث؛ ففيه إضمار.
"ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ " الرجع الرد أي هو رد بعيد أي محال.
قوله تعالى:" قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ".
أي ما تأكل من أجسادهم فلا يضل عنا شيء حتى تتعذر
علينا الإعادة. وفي التنزيل في سورة طه:"قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى {51}
"قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى {52}".
وقال تعالى في سورة يس:
أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ {77}
وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ {78}
قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ {79}.
أيعيدها الله! فنزلت: "قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ "
أي من غير شيء فهو قادر على إعادتها في النشأة الثانية
من شيء وهو عجم الذنب.أو عجب الذنب.
"وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ " عليم كيف يبدئ ويعيد.
*سبحانك اللهم وبحمدك.
*اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.