بسم الله الرحمن الرحيم
( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا )
صدق الله العلي العظيم
من هم أهل البيت ؟؟؟؟؟؟
لقد اختلف المسلمون أيضا " في تحديد هوية أهل البيت ، ويقول الشيعة : إن أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم هم : الرسول الأكرم محمد و عليٌ وفاطمة والحسن ، والحسين عليهم الصلاة والسلام ويحتجون في ذلك بالأحاديث التالية :
فمن صحيح مسلم: بالإسناد إلى عائشة قالت : ( خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعليه مرط مرحل من شعر أسود ، فجاء الحسن بن علي فأدخله ، ثم جاء الحسين فدخل معه ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ، ثم جاء علي فأدخله ، ثم قال
إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)(1) .
ومن صحيح مسلم أيضا : (قال سعد بن أبي وقاص : ( لما نزلت الآية : ( فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم . . ) [ آل عمران / 61 ] دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علياً وفاطمة ، وحسناً وحسيناً )، فقال: ( اللهم هؤلاء أهلي ) ( 2 ) .
وقد نزلت هذه الآية في حادثة المباهلة مع نصارى نجران، حيث إن ( أبناءنا ) إشارة إلى الحسن والحسين (ع)، و ( نساءنا ) إشارة إلى فاطمة (ع) ، و ( أنفسنا ) إشارة إلى علي (ع)، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي (ع) : ( أنت مني وأنا منك ) .
ومن صحيح الترمذي: بالإسناد إلى عمرو بن أبي سلمة ربيب النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( لما نزلت الآية ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)
[ الأحزاب / 33 ] في بيت أم سلمة ، دعا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة ، وحسنا وحسينا ، وعلي خلف ظهره ، فجللهم بكساء ثم قال : ( اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب
عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا . قالت أم سلمة : وأنا معهم يا نبي الله ؟ قال : أنت على مكانك وأنت على خير ) ( 3 ) .
وفي مسند أحمد : تروي أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لفاطمة : ( ائتيني بزوجك وابنيك ) فجاءت بهم ، فألقى عليهم كساء فدكيا ثم وضع يده عليهم ثم قال : ( اللهم إن هؤلاء آل محمد ، فاجعل صلواتك وبركاتك على محمد وآل محمد ، إنك حميد مجيد ) . قالت أم سلمة : فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه النبي صلى الله عليه وآله وسلم من يدي وقال : إنك على خير ) ( 4 ) .
الهوامش:
( 1 ) صحيح مسلم ، كتاب الفضائل ، باب فضائل الحسن والحسين ، ج 5 ص 287 .
( 2 ) صحيح مسلم ، كتاب الفضائل ، باب فضائل علي ، ص 268 .
( 3 ) صحيح الترمذي ، ج 2 ص 209 .
( 4 ) مسند أحمد ، ج 6 ص 306 . ( * )
وفي صحيح مسلم أيضا : ، عن زيد بن أرقم قال : ( . . . فقلنا من أهل بيته ؟ نساؤه ؟ قال : لا ، وأيم والله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها . أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده ) ( 1 ) .
ولكن أهل السنة يحتجون بالآيات التالية : من سورة الأحزاب دليلا " على أن نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم هن أيضا " من أهل البيت : ( يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن
الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا " جميلا " وإن كنتن . . . ) [ الأحزاب / 28 ] إلى قوله تعالى : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " ) [ الأحزاب / 33 ] .
ولكن الشيعة يردون ذلك : من عدة وجوه منها : إن مجئ آية تطهير أهل البيت ضمن سياق الآيات النازلة في نساء النبي لا يعني بالضرورة أن يكون المقصود فيهما واحدا، ذلك أنه يوجد العديد من آيات الكتاب الكريم التي تحوي الواحدة منها أمرين مختلفين تماما عن بعضهما .
ومن أمثلة ذلك قوله تعالى : ( حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب
وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم ) [ المائدة / 3 ] .
ومن وجه آخر : فقد جاء ضمير المخاطب لمن شملهم التطهير ب ( عنكم ، يطهركم ) وليس بغير المخاطب لجمع المؤنث ( عنكن - يطهركن )!!!!
كما جاء في المواضع السابقة لذلك والتي خوطبت بها نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم ب ( كنتن ، منكن ، لستن ، تخضعن ، وقرن . . . الخ ) .
ومن وجه ثالث : فإن عليا وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وحدهم استحقوا تحية ( عليهم السلام ) دون غيرهم من الصحابة ونساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، مما يشير إلى خاصية وميزة فوق عادية ومن الأمثلة على ذلك كما أوردها البخاري : ( عن علي عليه السلام ، قال : كانت لي . . . إلى قوله : فلما أردت أن أبني بفاطمة عليه السلام بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . . . ) ( 1 )
وأيضا " : ( وطرق النبي صلى الله عليه وآله وسلم باب فاطمة وعلي عليه السلام ليلة الصلاة ) ( 2 ) ، وكذلك : ( . . قال : رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وكان الحسن بن علي عليه السلام يشبهه ) ( 3 ) .
وهذه المزايا الاستثنائية لأهل البيت عليه السلام جعلتهم يقارنون بآل إبراهيم عليه السلام كما يروي البخاري بسنده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، قال : ( إن النبي صلى الله عليه وآله
وسلم خرج علينا فقلنا : يا رسول الله ، قد علمنا كيف نسلم عليك ، فكيف نصلي عليك ؟ قال : ( قولوا اللهم صل على محمد وآل محمد ، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ) ( 4 ) .
الهوامش:
( 1 ) صحيح البخاري ، كتاب البيوع ، باب ما قيل في الصواغ ، ج 3 ص 171 .
( 2 ) المصدر نفسه ، كتاب التهجد ، ج 2 ص 126 .
( 3 ) صحيح البخاري ، كتاب المناقب ، باب صفة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ج 4 ص 486 .
( 4 ) المصدر نفسه ، كتاب الدعوات ، باب الصلاة على النبي ، ج 8 ص 45 . ( * )
ولكن أهل السنة هم أنفسهم غير متفقين على تفسير كلمة أهل البيت عليهم السلام : اختلف العلماء في المراد بآل النبي صلى الله عليه وسلم, على مذاهب، نذكر أشهرها: المذهب الأول: أنهم بنو هاشم فقط , وهو ما ذهب إليه أبو حنيفة ومالك , ويعللون ذلك بأن آله صلى الله عليه وسلم هم من اجتمع معه عليه الصلاة والسلام في هاشم, قالوا: والمطلب لم يجتمع معه عليه السلام في هاشم, لأن المطلب أخو هاشم، وكما أن عبد شمس ونوفلا أخوان لهاشم وهما ليسا من آل البيت، فكذلك المطلب .
ويبين العيني المراد ببني هاشم فيقول: وبنو هاشم هم آل علي وآل عباس وآل جعفر وآل عقيل وآل الحارث بن عبد المطلب .
المذهب الثاني: أن آل البيت هم بنو هاشم وبنو المطلب فقط وهو المذهب عند الشافعية, والحنابلة .
ويحتجون بهذا ما رواه جبير بن مطعم رضي الله عنه، أنه قال: مشيت أنا و عثمان بن عفان إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقلنا: أعطيت بني المطلب من خمس خيبر وتركتنا ونحن بمنزلة واحدة منك، فقال: ( إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد ) قال جبير : "ولم يقسم النبي صلى الله عليه وسلم لبني عبد شمس وبني نوفل شيئا".
وفي هذا يقول الشيخ الشنقيطي في الأضواء : " ولما ناصر بنو المطلب بن عبد مناف بني هاشم، ولم يناصرهم بنو عبد شمس بن عبد مناف وبنو نوفل بن عبد مناف، عرف النبي صلى الله عليه وسلم لبني المطلب تلك المناصرة التي هي عصبية نسبية لا صلة لها بالدين، فأعطاهم من خمس الغنيمة مع بني هاشم، وقال:" إنا وبني المطلب لم نفترق في جاهلية ولا إسلام "، ومنع بني عبد شمس وبني نوفل من خمس الغنيمة، مع أن الجميع أولاد عبد مناف بن قصي".
أي أن كل هاشمي هو من أهل البيت !!!!!!!!!!!
ولكن هذا الكلام غير منطقي البتة ، فما رأيكم أنتم ؟؟؟