قلنا إن الإسلام نظام ومنهج حياة، وهو نظام محكم وغاية فى الدقة؛ فهو يشمل جوانب ثلاثة:
الجانب الاجتماعى.الجانب الاقتصادى.الجانب السياسى. ومنهج الإسلام فى كل جانب من هذه الجوانب: شاملاً، كاملاً، واعيًا فى: رؤيته، وتخطيطه، وعلاجه.
وعناصر النجاح مكفولة لهذا المنهج؛ لكونه عقيدة يعتنقها المسلم؛ ويهدف من ورائها إلى مثوبة الامتثال لخالقه قبل أن تكون سلمًا لامتلاكه لهذا الكون، ونجاحه فى تعميره، وحسن استغلاله.
ولنبدأ من
الجانب الاجتماعى الأول لهذا المنهج الإسلامى. ويقوم الجانب الاجتماعى على اهتمامه ب:
الفرد.
الأسرة.
المجتمع؛ بحيث لا يطغى اهتمامه بهذا على رعايته لذاك.
وإذا كنا قد تناولنا فى الحلقة الماضية "الفرد المسلم"، واهتمام الإسلام به، ففى هذه الحلقة – بإذن الله – نثنى بالأسرة المسلمة..
الحلقة الثانية فى الجانب الاجتماعى فى المنهج الإسلامى القويم. يقيم المنهج الإسلامى بناء الأسرة على أساس متين من:
السكن.
المودة.
الرحمة.
يقول تعالى:"
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً " [الروم: 21]. والأسرة تبدأ بالاختيار الحسن، الذى يركز على توافر الدين، وحسن الخلق، كما تبدأ بعقد فيه رضا الطرفين.
وخلال رحلة الحياة الزوجية التى تمضى هادئة كريمة: يظلل الإسلام
جوانبها، ويرعى مسيرتها. فإن دب فيها الخلاف - وهذا أمر وارد – فإن الإسلام بكماله ووعيه، يظللها بعدله، ويرعاها بأحكامه.
وهكذا.. تقوم الأسرة على أسس متينة من: الحب، والإيثار، والتعاون، والمودة، والرحمة؛ لتنتقل هذه الروابط الكريمة من نطاق الأسرة الصغيرة إلى نطاق الأسرة الكبيرة، فتشمل: الأبناء والأعمام والأخوال والعمات والخالات.
وبذلك يصل المنهج الإسلامى فى جانبه الاجتماعى بالأسرة إلى أن تكون بحق: البيت المسلم الذى يحترم أهله فكرة الإسلام ومنهجه، ويحافظون على آدابه، ويلتزمون بتعاليمه فى كل مظاهر حياتهم التى تبدأ بحسن الاختيار عند الزواج، مرورًا بمعرفة كل فرد فيها، وتوقيفه على حقه وواجبه؛ لتصل إلى حسن التربية والتنشئة لأفرادها على مبادىء الإسلام وتعاليمه.
"وذلك واجب الأسرة المسلمة، بل واجب كل فرد فيها على حدته".
==========