اخي هناك فتوي بشأن بعض ما ورد في موضوعك وهي :
قوله : (فأبونا آدم عاش ألف عام) هذا ليس بصحيح ، فأبونا آدم عليه الصلاة والسلام كان عمره ألف سنة ، فأعطى ابنه داود عليه الصلاة والسلام منها أربعين سنة .
قال عليه الصلاة والسلام : لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ مَسَحَ ظَهْرَهُ فَسَقَطَ مِنْ ظَهْرِهِ كُلُّ نَسَمَةٍ هُوَ خَالِقُهَا مِنْ ذُرِّيَّتِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَجَعَلَ بَيْنَ عَيْنَيْ كُلِّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ وَبِيصًا مِنْ نُورٍ ، ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى آدَمَ فَقَالَ : أَيْ رَبِّ مَنْ هَؤُلاءِ ؟ قَالَ : هَؤُلاءِ ذُرِّيَّتُكَ . فَرَأَى رَجُلا مِنْهُمْ فَأَعْجَبَهُ وَبِيصُ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ ، فَقَالَ : أَيْ رَبِّ مَنْ هَذَا ؟ فَقَالَ : هَذَا رَجُلٌ مِنْ آخِرِ الأُمَمِ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ ، يُقَالُ لَهُ : دَاوُدُ . فَقَالَ : رَبِّ كَمْ جَعَلْتَ عُمْرَهُ ؟ قَالَ : سِتِّينَ سَنَةً . قَالَ : أَيْ رَبِّ زِدْهُ مِنْ عُمْرِي أَرْبَعِينَ سَنَةً ، فَلَمَّا قُضِيَ عُمْرُ آدَمَ جَاءَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ ، فَقَالَ : أَوَلَمْ يَبْقَ مِنْ عُمْرِي أَرْبَعُونَ سَنَةً ؟ قَالَ : أَوَلَمْ تُعْطِهَا ابْنَكَ دَاوُدَ ؟ قَالَ : فَجَحَدَ آدَمُ فَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ ، وَنُسِّيَ آدَمُ فَنُسِّيَتْ ذُرِّيَّتُهُ ، وَخَطِئَ آدَمُ فَخَطِئَتْ ذُرِّيَّتُهُ . رواه الترمذي ، وقَالَ : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ . وصححه الألباني .
قوله عن نبي الله نوح عليه الصلاة والسلام :
هذا ليس بصحيح أيضا ، فإن ما ذكره الله هو عُمر دعوته .
قال ابن جرير : فلبث فيهم ألف سنة إلاَّ خمسين عاما يدعوهم إلى التوحيد، وفِراق الآلهة والأوثان . اهـ .
واختُلِف في عمره عند مبعثه .
قال ابن جرير : وذُكر أنه أُرسل إلى قومه وهو ابن ثلاث مئة وخمسين سنة.
ثم روى بإسناده إلى عون بن أبي شداد، قال: إن الله أرسل نوحا إلى قومه وهو ابن خمسين وثلاث مئة سنة فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما، ثم عاش بعد ذلك خمسين وثلاث مئة سنة، فأخذهم الطوفان .
وقال القرطبي : واختلف في مبلغ عمره ؛ فقيل : مبلغ عمره ما ذكره الله تعالى في كتابه.
قال قتادة : لبث فيهم قبل أن يدعوهم ثلاثمائة سنة ودعاهم ثلاثمائة سنة، ولبث بعد الطوفان ثلاثمائة وخمسين سنة.
وقال ابن عباس: بعث نوح لأربعين سنة، ولبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، وعاش بعد الغرق ستين سنة حتى كثر الناس وفشوا.
وعنه أيضا : أنه بعث وهو ابن مئتين وخمسين سنة، ولبث فيهم ألف سنة إلا خمسين، وعاش بعد الطوفان مائتي سنة.
وقال وهب : عُمْر نوح ألفا وأربعمائة سنة.
وقال كعب الأحبار : لبث نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، وعاش بعد الطوفان سبعين عاما فكان مبلغ عمره ألف سنة وعشرين عاما.
وقال عون بن شداد: بعث نوح وهو ابن خمسين وثلاثمائة سنة، ولبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، وعاش بعد الطوفان ثلاثمائة سنة وخمسين سنة، فكان مبلغ عمره ألف سنة وستمائة سنة وخمسين سنة . ونحوه عن الحسن.
قال الحسن : لما أتى ملك الموت نوحا ليقبض روحه قال: يا نوح كم عشت في الدنيا ؟ قال: ثلاثمائة قبل أن أُبْعث ، وألف سنة إلاَّ خمسين عاما في قومي ، وثلاثمائة سنة وخمسين سنة بعد الطوفان .
قال ملك الموت : فكيف وجدت الدنيا ؟ قال نوح : مثل دار لها بابان ، دخلت من هذا وخرجت من هذا .
قوله عن نبي الله سليمان عليه الصلاة والسلام : (وورث ملك أبيه وعمره (12) سنة أي انه تولى الملك (40) سنة)
قال البغوي في تفسيره : ( وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ ) نبوته وعِلمه وملكه دون سائر أولاده .
وقال ابن كثير : وقوله : ( وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ ) أي: في الملك والنبوة، وليس المراد وراثَةَ المال؛ إذ لو كان كذلك لم يخص سليمان وحده من بين سائر أولاد داود، فإنه قد كان لداود مائة امرأة. ولكن المراد بذلك وراثةُ الملك والنبوة؛ فإن الأنبياء لا تورث أموالهم . اهـ .
وقال النسفي : وَرِث منه النبوة والملك دون سائر بَنِيه ، وكانوا تسعة عشر . قالوا : أوتي النبوة مثل أبيه فكأنه وَرِثه وإلاَّ فالنبوة لا تُورَث . اهـ .
فَعَلى هذا لا يصِحّ أنه ورث العِلم وأوتي النبوة وعمره ( 12 ) عاما !
فقد أخرج الحاكم في المستدرك عن جعفر بن محمد قال : أُعْطِي سليمان بن داود ملك مشارق الأرض ومغاربها ، فملك سليمان بن داود سبعمائة سنة وستة أشهر
والله أعلم .
ما جاء بخصوص دفن موسى عليه الصلاة والسلام ، فإنه قد دُفِن قريبا من الأرض المقدّسة .
ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن موسى عليه الصلاة والسلام لَمّا حضرته الوفاة سأل ربّه أن يُدنيه من الأرض المقدسة ، وقال عليه الصلاة والسلام : لَوْ كُنْتُ ثَمَّ لأرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ إِلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ عِنْدَ الْكَثِيبِ الأحْمَرِ .
قال الحافظ العراقي : الأَرْضُ الْمُقَدَّسَةُ هِيَ بَيْتُ الْمَقْدِسِ .
قال ابن حجر : وذكر السُّدّي في تفسيره أن موسى لَمَّا دَنَت وفاته مشى هو وفتاه يوشع بن نون فجاءت ريح سوداء فظن يوشع أنها الساعة ، فالتزم موسى ، فانسل موسى من تحت القميص ، فأقبل يوشع بالقميص . وعن وهب بن منبه أن الملائكة تَوَلَّوا دَفْنه والصلاة عليه ، وأنه عاش مائة وعشرين سنة .
وخِتاما : أقول كما قال سعيد بن جبير رحمه الله : قَدْ أَحْسَنَ مَنْ انْتَهَى إِلَى مَا سَمِعَ .
فعلى الإنسان أن ينتهي إلى ما سمع ، وأن لا يخوض فيما لا يُحسن ، ولا يتكلّم فيما لا يعرف .
وأعني به ما يُنشر في كثير من الأمور والمسائل الشرعية التي يخوض فيها من لا يُحسنها .
والله أعلم .
الشيخ عبد الرحمن السحيم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]