باسم مشرف منتدى
عدد المساهمات : 196 نقاط : 5941 النشاط : 10 تاريخ التسجيل : 01/09/2009 العمر : 53
| موضوع: رمضان شهر البر (2) الجمعة سبتمبر 04, 2009 9:28 pm | |
| رمضان شهر البر (2)
أيها الصائمون: هناك آداب ينبغي لنا مراعاتها ويجدر بنا مع الوالدين سلوكها؛ لعلنا نرد لهما بعض الدين ونقوم ببعض ما أوجب الله علينا نحوهما؛ لنرضي بذلك ربنا وتنشرح صدورنا وتطيب حياتنا وتيسر أمورنا ويبارك لنا في أعمارنا ويبسط لنا في أرزاقنا فمما يجدر بنا سلوكه مع الوالدين طاعتهما واجتناب معصيتهما في غير مخالفة لأمر الله ومن ذلك الإحسان إليهما وخفض الجناح لهما والبعد عن زجرهما ومن صور البر الإصغاء إلى الوالدين وذلك بالإقبال عليهما إذا تحدثا وترك مقاطعتهما أو منازعتهما الحديث أو تكذيبهما ومن الآداب مع الوالدين التلطلف بهما والفرح بأوامرهما والحذر من التأفف والتضجر منهما ومن ذلك - أيضا - التودد لهما والتحبب إليهما والجلوس أمامهما بأدب واحترام وتجنب المنة في الخدمة أو العطية ومن صور البر مساعدة الوالدين في الأعمال والبعد عن إزعاجهما وقت راحتهما أو تكدير صفوهما بالجلبة ورفع الصوت أو بالأخبار المحزنة ومن ذلك تجنب الشجار وإثارة الجدل أمامهما وذلك بالحرص على حل جميع المشكلات مع الإخوة أو الزوجة أو أهل البيت عموما بعيدا عن أعين الوالدين إلا إذا اقتضت الحكمة والمصلحة إشراكهما في الأمر ومن صور البر تلبية نداء الوالدين بسرعة والاستئذان عليهما حال الدخول عليهما وإصلاح ذات البين إذا فسدت بين الوالدين والحرص على التوفيق بينهما وبين الزوجة وتعويد الأولاد على برهما ومن صور البر تذكير الوالدين بالله ونصحهما بالتي هي أحسن ومن برهما - أيضا - الاستئذان منهما والاستنارة برأيهما والمحافظة على سمعتهما والبعد عن لومهما وتقريعهما ومن ذلك فهم طبيعة الوالدين ومعاملتهما بمقتضى ذلك ومن البر بهما كثرة الدعاء والاستغفار لهما وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما وإنفاذ عهدهما والتصدق عنهما ومما يعين على بر الوالدين أن يستعين الإنسان بالله وأن يستحضر فضائل البر وعواقب العقوق وأن يستحضر فضل الوالدين وأن يضع نفسه موضعهما وأن يقرأ سير البارين بوالديهم أيها الصائمون: ها هو بر الوالدين وهذه هي الآداب التي يجدر بنا مراعاتها معهما وتلك أسباب تعين على البر فما أحرانا بمراعاة تلك الأمور وما أجدرنا بالأخذ بها وإليكم معاشر الصائمين بعض النماذج من قصص البر: هذا إسماعيل بن إبراهيم - عليهما السلام - يضرب أروع أمثلة البر في تاريخ البشرية وذلك عندما قال له أبوه: { يابني إني أرى في المنام أني أذبحك } فما كان من ذلك الولد الصالح إلا أن قال: { ياأبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين } (الصافات: من الآية 102) وقد ورد أن إبراهيم - عليه السلام - لما تيقن مما رأى في منامه قال لابنه: يا بني خذ الحبل والمدية وانطلق بنا إلى هذا الشعب نحتطب فلما خلا به في شعب ثبير أخبره بما أمره الله به فلما أراد ذبحه قال له: يا أبت اشدد رباطي؛ حتى لا أضطرب واكفف ثيابك؛ حتى لا يصيبها الدم فتراه أمي واشحذ شفرتك وأسرع في السكين على حلقي؛ ليكون أهون علي وإذا أتيت أمي فاقرأ عليها السلام مني قال إبراهيم : نعم العون أنت يا بني ثم أقبل عليه وهما يبكيان ثم وضع السكين على حلقه فلم تحز فشحذها مرتين أو ثلاثا بالحجر فلم تقطع فقال الابن عند ذلك: يا أبت كبني على وجهي؛ فإنك إن نظرت إلى وجهي رحمتني وأدركتك رقة تحول بينك وبين أمر الله - تعالى - وأنا لا أنظر إلى الشفرة؛ فأجزع ففعل إبراهيم ذلك ووضع السكين على قفاه فانقلب السكين وسلبت منها خاصيتها ونودي { أن ياإبراهيم }{ قد صدقت الرؤيا } (الصافات: الآية : 104) وإليكم أيها الصائمون صورا مشرقة في البر من سير السلف الصالح تدل على شدة اهتمامهم ببر الوالدين فهذا أبو هريرة رضي الله عنه كان يستخلفه مروان وكان يكون بذي الحليفة فكانت أمه في بيت وهو في بيت آخر فإذا أراد أن يخرج وقف على بابها وقال: السلام عليك ورحمة الله وبركاته فتقول: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته فيقول: رحمك الله كما ربيتني صغيرا وتقول: ورحمك الله كما بررتني كبيرا وهذا ابن عمر - رضي الله عنهما - لقيه رجل من الأعراب بطريق مكة فسلم عليه عبد الله بن عمر وحمله على حمار كان يركبه وأعطاه عمامة كانت على رأسه قال ابن دينار : فقلنا له أصلحك الله إنهم الأعراب وهم يرضون باليسير فقال عبد الله بن عمر : إن أبا هذا كان ودا لعمر بن الخطاب رضي الله عنه وإني سمعت رسول الله يقول: « إن أبر البر صلة الولد أهل ود أبيه » رواه مسلم وأبو داود وهذا أبو الحسن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب -وهو المسمى بزين العابدين وكان من سادات التابعين - كان كثير البر بأمه حتى قيل له: إنك من أبر الناس بأمك ولا نراك تؤاكل أمك؛ فقال: أخاف أن تسبق يدي إلى ما قد سبقت عينها إليه فأكون قد عققتها وقال هشام بن حسان : حدثتني حفصة بنت سيرين قالت كانت والدة محمد بن سيرين حجازية وكان يعجبها الصبغ وكان محمد إذا اشترى لها ثوبا اشترى ألين ما يجد فإذا كان عيد صبغ لها ثيابا وما رأيته رافعا صوته عليها وكان إذا كلمها كالمصغي وعن بعض آل سيرين قال: ما رأيت محمد بن سيرين يكلم أمه قط إلا وهو يتضرع وعن ابن عون أن محمدا إذا كان عند أمه لو رآه رجل ظن أن به مرضا من خفض كلامه عندها وعن ابن عون قال: دخل رجل على محمد بن سيرين وهو عند أمه فقال: ما شأن محمد ؟ أيشتكي شيئا قالوا: لا ولكن هكذا يكون عند أمه وروى جعفر بن سليمان عن محمد بن المنكدر أنه كان يضع خده على الأرض ثم يقول لأمه: قومي ضعي قدمك على خدي وعن ابن عون المزني أن أمه نادته فأجابها فعلا صوته صوتها؛ فأعتق رقبتين وقيل لعمر بن ذر : كيف كان بر ابنك بك؟ قال ما مشيت نهارا قط إلا مشى خلفي ولا ليلا إلا مشى أمامي ولا رقي سطحا وأنا تحته وهذا بندار المحدث قال عنه الذهبي : جمع حديث البصرة ولم يرحل؛ برا بأمه وقال عبد الله بن جعفر بن خاقان المروزي : سمعت بندارا يقول: أردت الخروج - يعني الرحلة لطلب العلم - فمنعتني أمي فأطعتها فبورك لي فيه وكان طلق بن حبيب من العلماء العباد وكان يقبل رأس أمه وكان لا يمشي فوق ظهر بيت وهي تحته؛ إجلالا لها وقال عامر بن عبد الله بن الزبير : مات أبي فما سألت الله حولا كاملا إلا العفو عنه اللهم اجعلنا من الأتقياء الأبرار ومن المصطفين الأخيار إنك أنت الرحيم الكريم الغفار وصلى الله وسلم على نبينا محمد
| |
|
ام محمود المديرالعام
عدد المساهمات : 1447 نقاط : 7754 النشاط : 18 تاريخ التسجيل : 27/08/2009
| موضوع: رد: رمضان شهر البر (2) الجمعة أكتوبر 09, 2009 1:36 pm | |
| جزاك الله خيرا اخي باسم موضوع متميز | |
|